قال دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي خلال حضوره المؤتمر التأسيسي لنخب وكفاءات عشائر عكيل :إن تاريخ عشائرنا المشرف وما تحتضنه من طاقات وإمكانيات وكفاءات يشكل الرصيد الوطني لعملية البناء والإعمار و بناء الدولة ، ويجب ان تتظافر جهودها العشائر العراقية لتكون سدا منيعا في وجه التحديات .
وتابع السيد رئيس الوزراء: لقد واجهت حكومة الوحدة الوطنية الكثير من الأزمات بروح وطنية وإرادة ومسؤولية حتى إستطعنا النهوض بالبلاد والتغلب على التحديات،وإن شعبنا أدرك المسؤولية ويعلم إن الطريق يحتاج إلى مزيد من التضحيات والجهود ورص الصفوف،وما كان يوم الأربعاء وما شهد من أحداث إلا دليل على ان الاعداء مازالوا يفكرون بأن الوصول إلى مواقع المسؤولية لا يكون عبر المفخخات والأزمات.
واضاف السيد رئيس الوزراء نحن لانريد أن نتحدث عن إمكانيات غير موجودة ولكننا على ثقة ان لدينا الكثير من الطاقات،وكانت مقومات الدولة قد تحققت وبحمد الله من خلال الوحدة الوطنية التي تمزقت في زمن النظام المباد الذي كان ينتهج الطائفية ويعتبر المعيار في مدى قرب المواطنين من حزبه،اما اليوم فإن تعاملنا مع المواطنين يستند الى القانون واداء الواجبات وحماية سيادة ووحدة البلاد ،إذ لايمكن أن نبني بلدنا إلا بالوحدة الوطنية وعدم التفرقة بين مكونات الشعب،وهذه المسألة تحتاج إلى مراقبة دقيقة لما يقوم به أعداء العراق وما يفعلون من أجل تمزيق وحدته ومحاولاتهم لإعادة الطائفية.
وتابع سيادته : لأول مرة أصبح لكلمة العراقيين تأثير وهي التي تغير الحكومة والدستور بعد أن كان لاقيمة لها عند النظام السابق ،وعلينا أن نقف بوجه التحديات وسنثبت للأعداء انهم لن يزحزحونا عن طريق بناء العراق مهما كانت لديهم من قوة .
وقال سيادته :ان الذين يعلنون الحرب علينا يحضون بدعم داخلي وخارجي، ويعملون بمدأ فرق تسد، ويستهدفون وحدة العراق كبلد وشعب،وأني أتساءل: ألم يبق في العالم رحمة وإنسانية للتعامل مع دعاة العنف،وهل أصبح الإرهابي يحضى بالتأييد ،وأي عالم هذا الذي يحتضن الإرهاب؟
وأضاف السيد رئيس الوزراء : إن الأمن من أهم أولويات بناء الدولة والوحدة الوطنية،وكل شيء لايمكن أن يتحقق إلا من خلال الأمن،وقد رأيتم عندما كان الأمن مضطربا كيف كنا لانستطيع أن نبلط شارعا ، لأن الشوارع كانت مقطعة تسيطر عليها العصابات والميليشيات،ولكننا تمكنا من إستعادة الوحدة الوطنية وإستعدنا معها شموخنا الإجتماعي والسياسي والعلمي والحضاري،واصبح العراقيون على دراية ومعرفة بما يواجهون فبدأنا بعقد مثل هذه المؤتمرات وغيرها التي تصب في مصلحة الوطن ووحدته،وتمكنا من كسر الإرهاب والعصابات والخارجين عن القانون،، داعيا المواطنين الى التعاون مع الأجهزة الأمنية.
وتابع سيادته : ان بناء الدولة يحتاج إلى الكفاءات، ومن الواجب علينا إختيار الأكفاء لمواقع المسؤولية،والجميع يعرف ان لدينا حرب ضد الفساد والمفسدين الذين يتحركون بخلفايات إما سياسية أو من أجل تحقيق أهداف دنيئة،وأخطر من هذا الفساد ان نواجه الفساد السياسي ومن يعملون من كتل واحزاب لتحقيق أجندات خارجية لدول أخرى ويسمحون لها بالتدخل في شؤوننا الداخلية ، وهذا سطو على سياسة الدولة،ومع اعتزازنا بعلاقاتنا مع هذه الدول لكن يجب أن تكون قائمة على أساس الإحترام المتبادل وأن تكون ضمن الأطر الصحيحة وإعتماد النهج الدبلوماسي والتكافؤ.
وقال السيد رئيس الوزراء: من واجباتنا إحترام الدستور وحمايته لأن الدولة بدونه ستكون ممزقة ،ومن من كتبوه أرادوا به مصلحة العراق وسيادته ،و كان النظام السابق يطبق القانون على المستضعفين فقط والقانون يصاغ لخدمته،أما اليوم فقد أصبح القانون فوق الجميع.
وأضاف سيادته : ،لقد إنتهت المرحلة التي يحكم فيها الشخص والحزب الواحد،واليوم نستند على الإخلاص والكفاءة في بناء الدولة،وعلينا اليوم أن نرعى ونحتضن الكفاءات حتى تكون الأساس في عملية البناء .
وتابع السيد رئيس الوزراء : اليوم نتعامل من خلال نهج الإنتخابات والتعامل بمبدأ الشراكة بدلا من التوافقية والمحاصصة التي كانت سابقا يجب ان ننتهي منها،وعلينا ان نجسد ذلك خصوصا ونحن مقبلون على الإنتخابات البرلمانية التي هي المرحلة الأخيرة لبناء الدولة،وقد أصبحت لدينا الخبرة في إختيار الاشخاص المناسبين لمواقع المسؤولية وأن نستند في ذلك على المعايير الوطنية.